الأحد، 4 سبتمبر 2016

هل تملكين طاقة أنوثة ؟؟

ذكرت بتغريدتي في توتير (أن كل أنثى امرأة.. لكن ليس كل امراة أنثى) حدث جدل، الكثير من الزهريات أيدت وتساءلت، وهناك من المريخيين من لم يفهم هذه التغريده..

حين خلق الله آدم عليه السلام، خلق له من يؤنسه ويقضي على شعور الوحشة لديه، وكانت حواء من ضلعه السكن والحب والرحمة والود والسكينة..

تاتي المرأة لهذه الحياة بفطرتها السليمة، فطرة الأنوثة المتوازنة، فهي دفاقة بالمشاعر الحانية، والعطاء الغير محدود، رقيقة، تمتلئ غنج ودلع، قوتها في ضعفها ودموعها، فتلك الدموع في عينيها هي سلاحها الفتاك، الذي تأخذ به كل ما تريد وتتمنى.. هنا طاقة الأنوثةوهناك طاقة الذكورة فيها التي تكون بالحكمة والعقل ومواقف الاتزان التي تشترك في هذه الصفات مع الرجل المريخي..


كبرت هذه الزهرية، دخلت معترك الحياة، واجهت عقلية رجال الأسرة، المجتمع وأعرافه، برمجة المدرسة والدراما التلفزيونية،، هناك من برمجها على الصراخ الفتاك به تأخذ (بالغصب) ما تريده، كم عدد المسلسلات التي بها هذا النموذج من رفع الصوت والجدال وكأنها امرأة بجسد رجل؟!.. نعم طغت طاقة الذكورة عندها حتى غطت على طاقتها الأنثوية وأضاعت الطريق وحادت عن المسار الزهري كباقي بنات جنسها..

هناك من نادى بالمساواة مع الرجل، نعم المرأة أخذت الكثير من حقوقها بالتعليم والوظيفة، لكن تبرمجت كذلك خطأ واكتسبت العديد من الصفات الذكورية في وظيفتها، بوعي أو بدون وعي منها..أو برمجة أسرية حين ترى نموذج أمامها يتكرر حتى غرس معتقد بداخلها أن المرأة لا بد أن تتصرف بهذا المنهج حتى تعرف أن تعيش.. (الوالده مثلا)

كل ذلك أدى لغرس معتقدات مغلوطة معاكسة للفطرة السليمة في روح الأنثى بداخلها، أدت لسلوك مغاير مع الوقت أصبحت عادة مع مرور السنوات تشكلت شخصية معينة .. السؤال مهم، قد يتبادر للذهن: لماذا تنجح بعد النساء في زواجها وكسب الرجل؟ والبعض الآخر لا؟؟دعنا نبحث في بعض الأسباب:هل يكون الجمال هو السبب؟ قد يتزوج رجل امرأة فائقة الجمال، ثم ما يلبث أن تدخل المشاكل لحياتهم.. إذا الجمال ليس السبب في نجاح العلاقة..هل يكون تعليم المرأة؟ هناك حالات زواج من نساء متعلمات نهايتها الفشل.. إذا الدرجة العلمية للمرأة كذلك ليس السبب الرئيسي..قد يتزوج الرجل من امرأة جمالها عادي (أو أقل من العادي)، تعليمها عادي(؟؟؟) لكنها استطاعت وبجدارة أن تكسب ود وقلب وعقل الرجل..

المسألة هنا - من وجهة نظري- وعي المرأة بذاتها وبمفاتيح الرجل، لا يهم الجمال والتعليم، وإنما معرفتها بذاتها الزهرية، ومفاتيح الرجل المريخي، هي فطنة وذكاء (نلاحظ أحيانا تستطيع الابنه تجعل والدها يشتري لها ما تريد، بينما والدتها تفشل ولا تستطيع جعل الأب ينفذ طلباتها؟؟ أليس هذا صحيح ويحدث ...

مشكلتنا نحن الحريم نعامل الرجل كما نعامل بعضنا البعض (في لمة الحريم مثلا)، المرأة لا تنتظر طلب حتى تقدم المساعدة، فهي معطاءة دائما، المرأة تقدم النصيحة حيث أنها تعرف مسبقا ماذا تريد أنت أيها الرجل وتقدمه لك، الرجل (المريخي) المسكين لم يطلب شيء إلى الآن، مستغرب الوضع، يفرح بداية ثم تحدث الكارثة حين يلام على عدم المعاملة بالمثل..

هي تتوقع أنه يفكر مثلها، وأنه يعرف مسبقا ماذا هي تريد وتفكر (كما يحدث في عقل المراة الزهرية)).. هنا الصدمة، هو لا يعرف ماذا تريدين حتى تطلبين له بالتحديد (أنا أريد كذا وكذا في الوقت كذا ؟؟)) أنصح وبشدة بكتاب (قلوب من ورق،، للكاتبة/ حصة أحمد)

إذا المسألة مسألة وعي كامل بالعالمين المختلفين.. وبرجوعك لروح الطفلة بداخلك هنا فقط تجذب الرجل لصفها، فهو هنا يراها مكملة له ولرجولته، وليس ندا وجه لوجه ( ديكين في البيت ما ينفع؟؟؟)

الرجل يستعجل الخروج من جلباب أبيه (من البيت) لأنه يكره الأوامر، والصوت العالي، والانتقاد الموجه له من داخل الاسرة –والد/والدة/....، فحين يتزوج ويرى أمامه زوجته تصرخ، صوتها مرتفع، تنتقد باستمرار هنا أنت لمستي الجرح، الآن هو يرى والده، صديقه، غريمه، عدوه.....مسمى مختلف واخر غير كونك زوجته وأنثاه، نعم لأن طاقتك الذكورية فاقت طاقته هو الذكورية التي يتصف أساسا فيها، وسيظهر لك أسوء ما فيه، محافظا على كبريائه، وعلى دوره الرئيسي الذي خلق به، وأنت هنا – من وجهة نظره- تنافسيه عليها..

إذا توازن الأنثى يكون بهدوئها، صمتها الحكيم، دموعها، ليونتها.. هذا كله نراه في الطفله الصغيره مع والدها وبه تكسب قلبه.. إن مارسته المرأة مع الزوج تكسب وده وتحافظ على بيتها..


لكن لا تنسي أن طاقتك الذكورية لا بد أن تظهر للمتطفلين – ويا كثرهم هالأيام- نعم بها تضعي حدود شخصية خاصة بالتعامل معك، ممنوع تماما تجاوزها.. أنتي من تضعين الخطوط الحمراء في التعامل ..


وبالنسبة لمن يتحدث عن ظلم الرجل للمرأة، فأنا أؤكد من هنا أن كلما زاد وعيك بذاتك، ورفعتي تقديرك وثقتك بنفسك، ترسلين رسائل للطرف الاخر أنك محط احترام وثقة وتقدير وتستحقين ذلك وبجدارة، حين تحبين ذاتك يفهم الزوج ذلك ويبادلك الشعور(طبعا للرجل الذي يخاف الله – الحالات الطبيعية وليس الشاذة)، هو انعكاس ما بداخلك (كما بالداخل بالخارج) فالتغيير يبدأ من الداخل.. غيري معتقداتك الداخلية ليتغير كل ما حولك بالخارج.. 


راقبي ابنتك، أو أي طفلة صغيرة، كيف تتدلل وتكون بكامل رقتها وليونتها، تجعل والدها ينفذ كل طلباتها، قلديها، نعم لا تستغربي قد نكون كبرنا لكن لا زالت روح الطفلة بداخلنا، هذه الروح التي يجب أن تحييها من جديد حتى تجعل الأنثى تخرج وترى النور، ويراها الرجل الحقيقي (الزوج)،، أنت تجذبين لحياتك أشخاص ومواقف تتناسب مع أفكارك، أنت ما تفكر به طوال الوقت، ركزي على نسختك الأنثوية لتظهر..

 قرأت كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"، أنصح به وسأجعل بناتي إن شاء الله يقرؤوه في فترة معينة من حياتهم، يوضح الفروقات بين المرأة والرجل، ويجعلنا نحب هذا الاختلاف بدلا من جعل الفروقات خلاف دائم بيننا.. لم أتحدث من الناحية العلمية أو الطاقية.. أتحدث من واقع تجارب حياة، هناك أشخاص أكثر تخصصا بالموضوع مني، لكني أحببت أن أاشارككم ما أراه يوميا حولي من مواقف، وما أقرأه في هذا المجال –الذي ليس اختصاصي- لكنني مهتمة به لأهميته.. 

 دمتم،،نبيلة سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق