الأحد، 28 أغسطس 2016

ما هي الرسالة؟؟ وما هو المعتقد؟؟

 نسمع دائما أن كل الأشخاص والأحداث بحياتنا هي ك الرسل محملين بالرسائل لنا،و وظيفتنا فتح الرسائل لمعرفة الدروس المستفادة...
أشبه الموضوع في محاضراتي ك برامج التواصل الاجتماعي.. أي رسالة جديدة يظل التنبيه بها فعال إلى أن تفتح الرسالة وتقرأ محتواها..


مثال آخر: هناك من يعلمنا الحلم والصبر والحكمة (من كثر الأحداث المؤذية تصبح حكيم زمانك... هههههه) تتعلم منه أن تتحكم بنفسك أكثر، تمارس الذكاء العاطفي وتضبط مشاعرك..هناك من نتعلم منهم الصداقة الحقيقية في المواقف، ومن نتعلم منهم الصدق مهما كانت شدة العاقبة، ومن نتعلم منهم الطيبة (الدنيا لسه بخير)، ومن نتعلم منهم الكرم، عطاء بلا مقابل يجعلك تخجل منه،،

مثال آخر: النار.. تتعامل معها ك فكرة مجردة بداية، ثم بعد أن تلسع منها تصلك رسالة أنها خطر، لا بد من الحذر، إذا يجب أن تكون أكثر حرصا وحذرا في المرات القادمة، لا يمكن الاستغناء عن النار لكن بإمكاننا الحذر بالتعامل معها.. كذلك بعض العلاقات جدا مهمه في حياتنا مع أنها تؤذينا وتسبب الألم، تعاملنا معهم يجعلنا نستلهم دروس ورسائل في التعامل لاحقا مع هذه النوعية من العقول..

هناك من يعلمك بالألم، بالطريقة الصعبة والخاطئة، والتي اخترت أنت بنفسك هذا الخيار حين لم توقفه وتضع حدود ذاتيه شخصية خاصة بك، لتحميك من الصدمات الخارجية وترسم حدود الاحترام والكرامة.. بها تضع قوانينك الخاصة، من يريد الدخول والتجول في مملكتك لا بد أن يحترم قانون البلد (يا غريب خلك أديب) نعم...هم رسائل تتعلم منهم بالألم أو بالسعادة..
 نأتي للمعتقد، بداية توضيح بسيط لهذه الكلمة التي نسمعها طوال الوقت،،
أشبه الموضوع في محاضراتي ب رسائل النظام في الكمبيوتر أو الموبايل، حين تأتينا فهي تتطلب عمل إجراءات معينة، أنت قد تتجاهلها مره أو مرات، لكن بعد فترة قد يتوقف اللابتوب أو موبايلك أو برنامج معين عن العمل بسبب تجاهل هذه الرسائل المكررة (تحديث/برنامج حماية...)  هنا أنت لم تتبع خطوات ضرورية جدا في استمرار العمل، لذلك استحقيت الفشل للأسف..
 مثال مهم: بنت تربت في بيت مشاكل عائلية بين الوالدين، صراخ وإهانات وتجريح ويمكن انتهى لانفصال وطلاق.. ماذا تتوقع نوعية أفكارها عن الزواج في هذه الحالة؟ تتوقع أن تقول لك أن الزواج سعيد، استقرار، هدوء.. لا طبعا مستحيل، فكرة الزواج علقت في ذهنها لسنوات أنه مشاكل ونهايته طلاق أكيد .. أدلة تدعم هذه الفكرة (على شكل مواقف – صراخ،اهانات- ضرب والدتها مثلا-) أصبح الموضوع معتقد راسخ وكأنه شفرة جديدة خزنت كود في DNA، وأصبح هذا الكود يرسل رسائل مستمره للعقل الباطن بأنه حقيقة وواقع، ليفتح أبواب تحققه على الأرض ويتجسد ماديا، فترى البنت حين تكبر تقتنع أن نهاية زواجها المستقبلي مثل والديها، وبالتالي استحقاقها منخفض أو أقله هي لا تستحق زواج سعيد، تراها ترضى بزوج أقل من العادي، ترضى بمعاملة سيئة، إهانات، ترضى بانتقاد مستمر، هي ترى هذه الاشياء مسلمات لأنه قدرها، نصيبها ك نصيب والدتها تماما، اختارت هذا الخيار الأفضل بالنسبة لوعيها المنخفض، وأدى إلى احتمال هذا الزوج في حياتها، وصنعت واقعها وفقا لمعتقد راسخ قديم.. هذا ما أسميه انعكاس المعتقدات، ،

حين يتكرر نفس الحدث لفترة طويلة من الزمن، وقد يمتد ل سنوات، هنا تأكد أن الموضوع هو انعكاس معتقد، لأنه قد تخطى الرسالة...

الموضوع بداخلك أنت، كما بالداخل بالخارج، أنت ترسل ذبذبات ب تردد معين في حياتك، ما يتناغم معها ينجذب لك ويظهر حولك، أنت أكبر بث إرسال في الكون، أنت مغناطيس حي متحرك..تريد أن تعرف إن كانت معتقداتك إيجابية أو سلبية، لاحظ أحداث حياتك، وعلاقاتك،، نحن لا ندعي الإيجابية المطلقة، لكني أتحدث عن انسيابية مرنة، أن تكون أغلب الأحداث لصالحك، والعلاقات جيدة نوعا ما، ،
 هنا فقط يمكنك أن تحكم نفسك، أنت المصدر لانعكاس الأحداث والأشخاص حولك، لا شيء صدفة، قد تكون ذبذبات سابقة قديمة أطلقتها، هي سبب ظهور حدث أو شخص الآن، لذلك راقب بصمت، حلل، عدل المعتقدات، تحرر منها، اللحظة والآن بانتباه وتركيز يفقد الأحداث والأشخاص السلبيين طاقتهم، يصبحون لا قوة لهم عليك، لأنك تتحكم بردة فعلك معهم باللحظة والآن، توقف طاقتهم السلبية لأنك واعي بها... فيقل تأثيرها بالمجمل، وقد تختفي تبعا لقوة وعيك وتحكمك بحياتك..

لا زلت أكرر الحياة خيارات، بيدك أنت القرار، شخص بحياتي يستفزني لدي عدة خيارات:-          استمر بالرد عليه بنفس الطريقة لسنوات مضت-          اسكت وأكبت بداخلي إلى أن انفجر-          اصمت وأرتب افكاري ثم أرد بذكاء وفطنة-          اهرب من هذه النوعية-          أضحك عادي لأن كلامه يمثله هو-          ...

لاحظ الموضوع أكبر من مجرد خيار واحد، حين تفكر خارج الصندوق فأنت تصبح أكثر تحكما وحكمة، نعم أنت تضع خيارات كثيرة وتختار الأفضل منها، هنا القوة.. بيدك القرار.. 

كانت تغريدة من إحدى المتابعات، أحببت أن أوضح الفرق بين الرسالة والمعتقد..

 
 دمتم،،
نبيلة سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق