الأحد، 14 أغسطس 2016

الاستحقاق وصناعة الحظ

الطفل بداخلنا منذ نعومة أظفاره وهو يشعر بامتلاك كل شيء
كل شيء أمامه هو ملك خاص فيه هو فقط
لا تستطيع إنكار هذه الحقيقة، فطرة ولدنا عليها
لو استمرت هذه الخصلة بداخلنا لحصلنا على كل ما نريد
انتبه لطفلي الصغير طوال الوقت كل ما حوله هو "مالي أنا، لي أنا" وكأن كل شيء حق شرعي له شخصيا
هنا أتدخل واشرح عكس فطرته، هذا مب لنا.. هذا لهم هم
كلامي صادق معه لكن منافي لفطرته، هنا يحدث الصدام.. 
قد يعاند بداية واستمر أنا بالصد ثم يستسلم لفكرتي (أبرمجه أنا على عكس ما بداخله)
لاحظ معي الآن كثير من أهدافنا بدايتها رغبات بسبب الفطرة
ثم تشكيك أن الهدف لن يتحقق لأنه ليس لي (تعود على البرمجة الجديدة) 
وبما أن أساس التجلي هو الاستحقاق، هنا أصبحت المعادلة صعبة.. ما الحل؟!

بداية دعنا نعرف الاستحقاق بمثال حي خاص بصديقة مقربة جدا لي.. 
أم وزوجة وموظفة.. لكن موهبة تحبها ظلت تحتل تفكيرها أغلب الوقت..
شغفها تصميم العبايات حلم مراهقتها الأبدي
مارسته بتصميم ما يناسبها لكن بحدود ضيقة
لكنها أخذت خطوة جريئة فتحت رخصة باسم (عبايتي)
لتشارك من بيتها أولا تصميم العبايات لصديقاتها وزميلاتها والأقارب
من هنا بدأ المشوار، نجح الموضوع وانتقلت لمرحلة جديدة بالمشاركة في المعارض
سألتها كونها صديقتي المقربة
أنا: كيف استطعتي أن توفقي بين حالاتك الأربع؟! زوجة، أم، موظفة، وسيدة أعمال (صاحبة عمل خاص)
هي: ردت قلة نوم وسهر ودسك وألم ظهر وتقصير في بيتي وعيالي..ما أشوف أهلي كثير
أنا: طيب هل أنت مجبورة لكل هالشيء؟!
هي: نبيلة..شغفي شيء أحبه في دمي
أنا: طيب.. بس هذا الشيء جدا متعب..
هي: صح بس حلم حياتي وأخيرا تحقق وأنا سعيدة بذلك رغم كل الظروف ..

هل باستطاعة اي منكم التضحية بكل ما سبق ل تحقيق حلمه؟!
هل تستطيع اقتناص فرصة وتقديم التضحيات لتصنع حظك؟!
ماذا س تفعل لتثبت انك تستحق هدفك؟
ما هي الافعال والامور التي ستلتزم بها بانضباط تام يوميا ليرى هدفك النور؟
ما هي آلية التركيز لديك على حلم حياتك لتخبر العالم انك تستحقه وبجدارة؟
كيف تلتزم ب هدفك؟ ماذا تفعل من أمور يومية تساعدك في تحقيق ما تريد؟

الان السؤال الاخر: ماذا عن الحظ؟ هل هو هبة من الله يميز بها شخص عن آخر
قد يولد شخص بحظ الثراء ..أو ورث أو يانصيب
لكنه إن لم يجتهد للحفاظ عليها ستذهب أدراج الرياح
إذا الحظ صناعة، تعبر فيها عن مدى استعدادك ل اقتناص هدفك لأنك تستحقه
الاستحقاق ليس كلام يقال هي أفعال تعبر فيها داخليا انك قادر على فعل كل ما تستطيع حتى يتجلى حلمك أمامك.
غير ذلك فهو حلم أمنية رغبة ونهايته تدمير ذاتي لأحلامك الجميلة
النية يتبعها عمل.. ماذا تقدم لحلمك؟ هل تسهر وتخطط؟ هل تستيقظ مبكرا تاركا فراشك الدافئ لأنه ينتظرك مهام ضرورية يومية؟
هل تضحي ب مالك؟ بصحتك؟ بوقتك الخاص مع العائلة؟

أسئلة ضرورية اجابتها تبين إذا كنت فعليا تشعر بالاستحقاق ل هدفك
هنا دمجت بين الحظ والاستحقاق
لأن الاستحقاق هو ما يصنع الحظ في الحياة
مثال:بنديكيتش.. عالم فرنسي كان في معمله بيوم من الأيام، وقع أنبوب اختبار على 
الأرض وتفاجأ أنها لم تتكسر وتتناثر أشلاء الزجاج في كل مكان كالعادة، وإنما فقط تهشمت مع حفاظها على شكلها.. انتبه وركز على أن الأنبوب بداخله مادة كيميائية ساعدت على عدم تكسر الزجاج.. في نفس الوقت سمع بخبر وفاة طفلة في السيارة بسبب طلق رصاص اخترق الزجاج.. هنا ثابر واجتهد هذا العالم ليسطر اسمه في التاريخ.. بعد أن استخدم نفس المادة الكيميائية التي حافظت على شكل الزجاج واخترع الزجاج الواقي من الرصاص.. وبذلك دخل التاريخ من أوسع أبوابه حين صنع حظه الكبير وآمن بقدراته وركز على اختراعه لأنه داخليا يشعر باستحقاق وقدرة على تجسيد الهدف لواقع ملموس.. وبذلك تدين ملايين الارواح لهذا الاختراع العظيم..
 
السر الآن
اسأل نفسك: هل أنا فعليا قادر على بذل كل ما بوسعي لتحقيق هدفي؟
إذا كانت الإجابة نعم .. هنا فقط تصنع الحظ الكبير في الحياة لأنك تستحقه وبجدارة..
 
 
دمتم,,,
نبيلة سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق