الاثنين، 22 أغسطس 2016

كيف اعرف اني على مسار هدفي الصحيح؟

كثيرا ما نسمع عن مسار التغيير أو السرنديب، لكن هل فعلا نعرف المعنى الحقيقي لهذه المفاهيم؟؟..
لا يجب أن نكون ك الببغاووات نسمع كلمات لا نفهم معناها العميق، لذلك أقوم بربط مفاهيم التنمية البشرية بأحداث حياتنا وقصص لنصل للمعنى الحقيقي ونعي ونفهم ما نتحدث عنه..


كيف أعرف أنني على المسار الصحيح لهدفي؟ ما هي دلالات ذلك؟ هل هناك اشارات معينة استدل شخصيا من خلالها أنني على طريق نهايته هدفي؟ 


بداية تخيل معي المشهد التالي:
أنت تقود سيارة في الشارع، لوحات الطريق تبين لك إذا كان الطريق سالك أو مغلق للصيانة..
الإشارات الضوئية وظيفتها أن تتوقف في حالات معينة، وتمشي بسريان جميل في حالات أخرى.. مؤشرات السرعة هي ترمومتر تجلي الهدف، ترى نفسك تتجه لهدفك بسرعة تتوافق مع نيتك أحيانا، واحيانا اخرى تبطء كثيرا وقد تتوقف لفترات طويلة كذلك بلا أي مؤشرات تذكر..قد تتعرض لحادث أو ترى حادث أمامك، هو سرنديب تمر من خلاله بأحداث كثيرة، بعضها لصالحك، والبعض الآخر لا، وظيفته تنبيهك لأمور معينة، وكأنك حدت عن الطريق وكان لابد من التنبيه لذلك.. مؤشرات لا بد أن تستفيد منها..لوحات الطريق مهمة جدا.. هي من توصلك ل وجهتك الصحيحة، وقد تصبح أكثر خبرة وتختصر أنت بنفسك المسافات بطرق مختصرة، لأن وجهتك أمام عينيك تراها أنت فقط، وغيرك قد يراها سراب..

 بعد أن تخيلت معي المشهد السابق، أنت البطل فيه وما حولك كومبارس مسخرين ل خدمتك، نعم أنت في فيلم حياتك.. وما حولك هو فقط إشارات ودلالات لتبين لك الطريق الصحيح نهايته فقط ما تريد أن تكون...
 أنت عليك أن تنوي نية ما (الوجهة المطلوبة) ثم تقود السيارة (عمل/مثابرة/جهد) –لا تصدق من يقول لك أن الاحلام تتجلى بلا تعب أو جهد يذكر-..

 بدأت باسم الله، والوجهة في عقلك محددة وواضحة، فأنت حين لا تعرف أين تذهب فلا يهم الوجهة المقصودة، بداية تتأنى في الطريق الفرعي حتى تستدل الطريق الرئيسي، ثم تزيد السرعة أكثر فأكثر لتتماشى مع سرعة السيارات الاخرى، ترى نفسك بانسيابية النهر المتدفق، لكن منتبه لأي صخور (مطبات) أو توقف مفاجئ (إشارات) ستصبح ك النهر حين يتحول إلى شلال قوي ما يلبث أن يعود لهيئته الأولى نهر قوي صامد، إذا كل ذلك يقوي من عزيمتك لأنها ستمر ولا بد أن تجعلها تمضي لا تقف كثيرا عندها..لأن تركيزك على العقبات الماضية خلفك يجعلك تصدم بمنحنيات الطريق أمامك، فزجاج السيارة الأمامي هو الأوسع والأكبر والأكثر أهمية من الزجاج الجانبي والوسط في السيارة.. هنا الحادث هو رسالة بدروس مهمه لا بد أن تأخذها بجدية أكثر حتى تتعداها لاحقا (استفد من الماضي وخذ العبرة فقط لا تقف عندها مطولا)
قد تصادفك لوحة (الطريق مغلق للصيانة)، البعض يقف وينسحب وهذا هو معنى الفشل الحقيقي، والبعض الآخر يبحث عن بدائل وطرق أخرى تؤدي للوجهة، أي الفريقين ستكون؟! مرونتك في الحياة هي أساس تحكمك بها، فكر خارج الصندوق وشخص المشكلة وضع حلول متعددة، ثم يأتي الاختيار لأفضل الخيارات الموجودة، نعم تغيير، تبديل، تحويل، إلغاء.. من قال أن الخيارات ثابتة لا تتغير، فقط قوانين رب الكون ثابتة لا جدال فيها، ما دون ذلك لا بد أن يتكيف مع ظروف حياتك والوقت والزمان والمكان، هنا قوة التغيير..
 

 لا زلنا في هذه الرحلة الممتعة، التي اكتشفت من خلالها أنك قوي وصبور وصاحب عزيمة وإرادة قوية، أمور لم تكتشفها بنفسك من قبل لأنك ببساطة لم تجرب مواقف جديدة ولم تكن شجاع بما يكفي لاتخاذ قرارات مصيرية في حياتك، لكن حين وضعت النية تبدلت أحوالك، أصبحت في منتصف الطريق لا مجال للتراجع، فقط النظر للأمام لإكمال المسير، أو لترى أين ستأخذك نيتك؟ وهل ما تقوم به نهايته تجليها أم لا؟؟
هنا عليك بالانتباه والتركيز على لوحات الطريق، الأسماء مهمه جدا تنبهك أنك على المسار الصح، مسألة وقت وتصل..

 في مسار تجلي الهدف الوضع مشابه جدا، كيف ذلك:-         تلتقي بأشخاص بنفس الهدف والأفكار والنوايا، ترفع من همتك أكثر-         أحداث بحياتك تنبهك أن ما تفكر فيه هو صحيح، تؤكد نيتك وتشحنك أكثر-         تظهر إجابات ل أسئلة مهمه تسألها بداخلك طوال الوقت، أنت تسأل والإجابة تظهر ك تغريدة، مقال، حدث، خبر...-         تشعر بهدوء وسلام ورضا داخلي أنك تقوم بما يجب عليك القيام به متأكد 100% أن هدفك تراه واضح نهاية الطريق..
-         يظهر أشخاص بحياتك يؤكدون رسالتك يدعموك أكثر، تقدير يعيد الروح والحياة لنيتك، وقد يختفون بعدها.. امتن لوجودهم واشكرهم..-         تتحدث عن النية وكأنها تحققت، أنت تراها وضوح الشمس مع كل الانتقادات حولك لكنك غير مبالي بهم، هم يحدثوك عن وهم، وأنت تتحدث عن تجلي وواقع تراه بعين الأمل..-         طاقة عالية وحماس مستمر، مؤمن بهدفك ووجهتك المقصودة، مع أنك متعب، تسهر، تخطط إلا أنه تعب ممتع، نعم أنت مستمع بمسار هدفك، تحب العمل عليه، حين تحب ما تعمل فلن تعمل يوما آخر بعد اليوم.. يتحول ل شغف.. هنا تبدع وتصبح صاحب رسالة ملهمة في الحياة..
 

 النجاح هو عبارة عن قصص مثابرة متتالية مجموعها هي (ما تشاء)، نعم يجب أن تتعب وتجتهد حتى تثبت أنك تستحق هدفك.. هذا الاستحقاق لا بد أن يمر باختبارات على الطريق (مسار الهدف).. تماما حين تقرر أخذ "رخصة سواقة" سيارة، لا بد أن تدخل اختبارات عملية ونظرية عديدة نجاحك فيها يجعلك تستحق وبجدارة (الليسن) أنك اجتزت وبنجاح كل الاختبارات اللازمة ومستعد مستقبلا لاي اختبار قد يظهرعلى الطريق..( في حياتك).. الخيارات الموجودة هي ما يجب أن تركز عليه وتختار أفضلها، هي من يصنع احتمال للواقع الذي تريد من خلال مسار وأحداث نهايتها ما تشاء..

مما سبق أتمنى ان تكون وصلت الرسالة المطلوبة، وأن تراجع أنت نفسك وحياتك، هل أنت على الطريق الصحيح ل هدفك؟


 دمتم،،نبيلة سالم

هناك 3 تعليقات:

  1. انتي رائعه من زمان كنت اتمنى مواضيع عميقه وفي نفس الوقت بسيطه توضح لنا اساسيات الجذب و عموم التنميه الذاتيه 💙❄

    ردحذف
  2. انتي رائعه من زمان كنت اتمنى مواضيع عميقه وفي نفس الوقت بسيطه توضح لنا اساسيات الجذب و عموم التنميه الذاتيه 💙❄

    ردحذف