الأربعاء، 3 أغسطس 2016

السر الكبير

كل ما تعتقده وتقتنع به ستوجد مبررات لإثباته.. فأنت تفسر العالم كما أنت عليه، وليس كما هو عليه (الخريطة ليست الواقع)

بداية أذكر تجربة إحدى المتدربات وهي طالبة في أكاديمية د/صلاح الراشد.. استشارتني بموضوع مسبب لها مقاومة كبيرة جدا.. لا تتقبله ولا تقتنع به، لديها كل الحجج والبراهين التي تثبت عكس ما هو موجود(من وجهة نظرها طبعا)، لم أجادلها نصحتها ب قاعدة (21 * 14) الذي يركز على ما يقاومه عقلك الباطن، استمرت 3 أيام تكرر نفس الكلام ويأتيها نفس الرد (أرسلت لي بالواتساب النتائج فضحكت) قناعة عميقة جدا مثبتة في عقلها جذورها من سنوات هذا ما تبين لي..

ثم توقفت هي بحجة لا فائدة.. أصريت عليها أن تكمل المدة كاملة بلا انقطاع، لا تملك أي حلول أخرى ولا مجال للتراجع (لن تخسرالتجربة) وكان ذلك، بدأت مرة أخرى بجلسة صفا بينها وبين نفسها تسأل نفس السؤال وتؤكد ما تريد أن تعرف طبيعة أفكارها عنه، تأتيها الإجابة نفسها، أول يوم ثم الثاني الثالث الرابع وجاءت المفاجأة، تغيرت بعض الإجابات من (لا يمكن ومستحيل إلى .. ممكن وأحيانا)، لا زالت ترسل لي النتائج يوميا وأرى تطور جميل جدا..

وهذا يؤكد لي يوما بعد يوم، أن كل ما نقاومه هو بالأساس فكرة، سمحنا لها بالتجول في عقولنا والاستراحة حتى تفاعلنا معها، مع الأيام أصبحت إثباتات ودعائم لتتحول ل قناعة ثم تصرف وسلوك..
حين يظهر لك أن الهدف أنت غير مقتنع به، نصائحي كالتالي:
-         ابدأ ب قاعدة (21 *14) حتى يظهر كل ما يخالجك من أفكار ومشاعر تجاه ما تخطط له(هدفك القادم)
-         لا تحكم حتى تنهي المدة 14 يوم
-         بعدها تبين نوع الأفكار الغالبة على ما تريده..

حين تجلس مع عقلك الباطن تحاوره، تجعله يفضفض لك عن مكنونه وأسراره، تسأل وتأتيك الاجإبة في كل جلسة 21 مرة لمدة 14 يوم، إحدى المتدربات علقت تعليق ظريف (مستحيل ما يقتنع عقلي بعد العدد الهائل من المرات من الزن، ما عنده مهرب ..)، أنت تخرج كل ما يوافق هالفكرة ومخزن بداخل عقلك لسنوات، هنا تكتشف السبب وتعرف لم هذه المقاومة أو عدم الاقتناع أنك تريده أم لا،  ان لم تكن القناعة كافية (من وجهة نظري) الموضوع لن ينجح على الأقل حاليا لأنك لا تريده..

لا تغلق الباب، كن مرن لا تصر على شيء الآن وإلا فلا.. شرط أساسي في الأهداف أن تكون ضمن قدراتك وإمكاناتك وظروفك الحالية، قد يكون ما تخطط له لا يتناسب الآن، فابحث عن خيارات ومسارات أخرى للهدف تكون بوابة لما تخطط له مستقبلا.. النجاح عبارة عن نجاحات صغيرة متتابعة مجموعها يؤدي لما تريد (هويتك الجديدة)، مثلا أريد أن أكون مدربة لكن حاليا الظروف صعبة غير مناسبة، الحل آخذ دورات أخرى داعمة (لغة الجسد، كاريزما، NLP، واستمر بالقراءة مثلا..لا أتوقف بانتظار هدفي الاساسي، ولكني دعمت نفسي باهداف مساعدة تفتح بوابة للهدف الاستراتيجي)


جاءتني أسئلة عن المشاعر، كيف أجعل مشاعري غير مصطنعة؟ كيف أتوافق ذبذبيا؟ كيف أعيش الهدف؟
ما تريده ومقتنع به الآن لا بد أن يرتبط ب مشاعر، انصح باطلاق النية أن تسأل أو تدعو الله، الاجابة مضمونة لا دخل لك بها هي من عند الله، فقط اعمل على نفسك..
-         اسأل نفسك لماذا أريد هذا الهدف؟
-         ما هي الأسباب التي تجعلني أضحي بوقتي وصحتي ومالي لأجله؟
دوافعك هي ماكينة التحفيز وضخ الحماس بداخلك، تدفعك وبقوة تجاه ما تريد كل يوم


الاستقبال: تريد أن ترى قناة معينة، تدخل ترددها من خلال جهاز التحكم، لن تظهر القناة على الشاشة إن لم يكن هناك ستالايت، أو ريسيفر أو أقلها الوايرات مثبتة بمكانها الصحيح، يعني تهيئ كل الظروف المناسبة لاستقبال القناة.. كل شيء مضبوط صح
الموضوع ببساطة غير مودك، هذا هو سري الخاص، أنت ادرى بما يفرحك، لكنك تركز على مالا تريده بحياتك، على الأخبار والقيل والقال، والضيق والافكار المزعجة وبالطبع لن تحقق هنا ذبذبات النجاح والسعادة والوفرة وكل شيء جميل 

شخصيا انصح بالتالي:
-         اكتب أنا لا أريد..(الضيق أغير طريقة تفكيري وأركز على ما يسعدني)
-         اكتب قائمة سعادتي.. (كوفي، صديق، فيلم، كتاب، صالون، لمة أهل، لعبة، ثوب جديد، مكياج، سيارة، رحلة، دورة، حلويات، طبخ، رياضة، رسم، كتابة، أكل، ....)قائمة لا تنتهي..
-         يوميا صباحا و مساء أراجع دفتر (نسختي الجديدة) اكتب فيها نواياي وارسم صور جميلة لأهدافي بالألوان، اذكر نفسي ب أدعية أو تمارين "توكيدات/ ورد/.." وخاصة قبل النوم
-         اسمع تسجيلات التامل لتسترخي بداية حتى تتعلم التنفس والاسترخاء والتامل بنفسك
-         احرص على قبيلة مهنية، هذا سر تعلمته على يد أستاذي، أنت ضمن طاقة من هم حولك الآن، مثلا: تريد النجاح اكتب قائمة بمن أنت على علاقة بهم، اكتب مسمياتهم الوظيفية بالمتوسط ستكون في هذا الحد من النجاح.. تريد الثراء اكتب قائمة أصدقائك مع رواتبهم بالتقديرثم احسب المتوسط الحسابي لهم، الناتج هو سيكون راتبك عليه.. صدمة لي شخصيا لأول مرة اكتشفت أني آخذ من طاقة من حولي.. لذلك صاحب من تريد أن تكون في ضمن مجالهم الطاقي بالحياة (السعداء تسعد، الأغنياء تصلك طاقتهم، الناجحين تنجح وهكذا..)
-         نأتي هنا للخيال، إما يكون من أصدقاء القبيلة المهنية الجديدة تقلد أسلوبهم وتفكيرهم وحياتهم بخيالك، تتصرف وفق ذلك، تعرف نفسك لنفسك بهويتك الجديدة، تتخيل نفسك تتصرف نفس التصرفات، كيف ستعرف نفسك للناس، تتحدث أمام المرآة بما تريد أن تكون، احتكاكك بالصحبة الجديدة يؤثر جدا على حياتك ويفعل الخيال أسرع بكثير لأنك ترى واقعهم بعينينك فيصدقه عقلك..
-         سياتيني سؤال أكيد: لا أمتلك هذا النوع من الأصدقاء حولي الآن، ماذا أفعل؟ أقول لك النت موجود.. فيديوهات السعادة، الغنى، النجاح، الزواج السعيد، السلام الداخلي، كلها موجودة وبكبسة زر فقط ابحث.. هناك فيديو ل أستاذة/ هندة محمد عن الثراء، كرره، هناك فيديوهات تحفيزية عن النجاح كررها، فيديوهات عن السعادة كررها.. لا أعذار..
أتكلم من واقع تجربتي الشخصية، هذا ما قمت وأقوم به وأرى انعكاسه على حياتي.. مهبط الطائرة إن لم يكن معد جيدا للهبوط لن يخاطر الطيار بالهبوط عليه أبدا وسيبحث عن مهبط آخر آمن(مقولة د/ صلاح الراشد)
هيئ بيئتك الداخلية واصنع السعادة الحقيقية بداخلك اولا.. لا تربطها بشخص او تشرطها بهدف يتحقق لتسعد، هذه ليست سعادة لانها سطحية ومؤقتة ومنتظرة، سعادتك مصنعها داخلك انت، تحملها معك اينما كنت، ووقتما شئت.. ذبذبات جميلة بطاقة عالية تجذب كل ما هو جميل لحياتك (العالية للعالية.. والنازلة للنازلة كما قال الدكتور صلاح الراشد)هنا تكون السعادة شرط لتحقق الأهداف وليست محصلة ونتيجة للهدف..

تحمل مسئولية نفسك.. أوقف دور الضحية وانتظار الوقت المناسب للمبادرة والتغيير، ليس عليك سوى أن تعرف ماذا تريد بالضبط بوضوح ثم إطلاق النية والعمل على نفسك لتستقبل عطايا الله... باذن الله





دمتم،،

نبيلة سالم (خواطر حياة) 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق